كيف ستكون شكل الحياة على المريخ ؟؟
كاتبة المقال هي كريستيان هينيك وهي مهندسة وفيزيائية ألمانية تدرجت في الجامعات الكبرى من الماجستير والدكتوراة وهي تعمل على برنامج لمحاكاة الحياة على المريخ بحيث يتم تدريب المسافرين على الأرض على الحياة داخل الكبسولات الأرضية على المريخ.
أنا من الفريق الذي يقوم بمحاكاة الحياة على المريخ. منزلنا لمدة سنة هو أحد المباني المخصصة لعملية المحاكاة في مركز الفضاء والاستكشاف في هاواي في كبسولة يبلغ قطرها 36 قدمو وستنظل نعيش في هذا المكان حتى أغسطس القادم. الأشخاص الذين نراهم فقط من حولنا هم أفراد الطاقم الست. لتدور الكثير من الأسئلة في أذهاننا، كيف سنعمل معًا بشكل جيد؟؟ هل سنكون متعاونين أم متفرقين؟؟ خاصة أن كل منا يملك شخصية مختلفة كثيرًا عن الآخر والذي سيولد الكثير من الخلاف بالتأكيد. لذلك نقضي بعض من وقتنا في التجمع والتحدث عن تجاربنا وقصصنا والإجابة عن الأسئلة.
ضمن خطط المحاكاة توجد بعض الأوقات التي نرتدي فيها بذات الفضاء للخروج من الكبسولة ولكن شعورنا فيها كما لو أنك فقدت كل قدراتك كما أن مجال رؤيتك محدود وفوق كل ذلك ستحمل ما يشبه حقيبة الظهر ولكنها ثقيلة نوعًا ما ولكنها ضرورية لأنها تحمل كل ما يمكن أن يحافظ على حياتك خارج الكبسولة. أما بالنسبة للمهمات التي نقوم بها فهي سهلة كجمع الصخور مثلًا ومحاولة التأقلم على العالم الجديد حولنا كما لو أننا نعيش حياة طبيعية
ولكن يظل وجودنا في الخارج أفضل كثيرًا من تواجدنا داخل الكبسولة طول اليوم وكل يوم. داخل الكبسولة توجد الكثير من المنحنيات فما تلبث أن تمشي بضع خطوات حتى تدور في منحى آخر بينما في الخارج نستطيع أن نمشي في كل الاتجاهات بالرغم من أننا نسير في حقول من الصخور كما أن المناظر التي نراها ليست كالتي تعودنا عليها منذ مولدنا على الأرض.
ولكن الحياة داخل الكبسولات لها أيضًا مميزاتها فلسنا مضطرين إلى التسوق لأن الطعام مخزن دخل أماكن خاصة في الكبسولة كما أن حياتن لا يتم قطعها بالمكالمات الهاتفية أو ما شابه من وسائلالإتصال وتخيل حياة بدون ازدحام مروري لأن المسافة بين السرير ومكان العمل أقل من دقيقة أو 3 دقائق على الأكثر. قد يفكر الناس أننا نعيش في سجن ولكن لكل منا مشاريعه التي يريد العمل عليها ولم يستطيع في ازدحام الحياة.
هل هذا يشبه الحياة الحقيقة على المريخ؟؟ نعم ولا في نفس الوقت فعلى عكس وجودنا في المريخ نشعر دائمًا بأننا سنخرج من معمل المحاكاة يومًا ما ونرى السماء الزرقاء بدلًا من الحمراء. وبالطبع نعرف أننا على الأرض ان حدث شئ لبذاتنا الفضائية لن نموت وستنجدنا الاسعاف فورًا على عكس ما سيحدث حقًا على المريخ فمن الصعب علينا تخيل الحياة الحقيقية على المريخ ونحن موقنون بأننا على الأرض وتفصلنا فقط عن الحياة الطبيعية مجرد مجموعة من الحوائط
تحتاج رسائل البريد الإلكتروني إلى 40 دقيقة لكي تصل إلى فريق الدعم على الأرض لذلك يجب أن تعلم الثكثير من الأشياء حتى نستطيع التصرف في الأمور الطارئة حتى تصلنا الرسائل من الأرض كما يجب أن نتعود التحلي بالصبر فليس الإنترنت في المريخ كما هو على الأرض ولكن المميز أننا نملك كمية كبيرة جدًا من الكتب الإلكترونية المميزة التي يمكننا قراءتها كثيرًا حتى تصلنا نسخ أخرى جديدة
ثم يأتي أوقات الاحتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد وحتى الأحداث الصغيرة المرتبطة بحياتنا سوف نفتقدها بشكلها على الأرض ولكنني شخصيًا (المهندسة كريستيان) لا أعاني من الحنين إلى الوطن بسهولة ولكن هذا المستوى من الحنين إلى الوطن قد يكون مختلف بالنسبة لي كثيرًا فأنا لن استطيع العودة إلى ألمانيا في احتفالات الكريسماس أو التحدث إلى أمي في عيد مولدها
فحياتنا على المريخ ليست طبيعية على الإطلاق فنحن لا نغادر مسكننا إلى بذات الفضاء وبالطبع لن نستطيع أن نحصل على صور مع العائلة أو الأصدقاء أو من نحبهم. وأشعر بالكثير من الغرابة في أن أتحدث إلى كاميرا لتسجيل تفاصل حياتنا على المريخ (كما كانوا يفعلون في فيلم أفاتار)
كما أننا لن نستطيع التعرف على الاخبار أولًا بأول كما كنا نفعل على الأرض بسبب التأخر 40 دقيقة في البيانات. نستطيع معرفة الأخبار ولكننا لن نستطيع معرفة رد فعل الناس على هذه الأحداث هذه هي الحياة من وجهة نظري على كوكب آخر غير الوطن
كيف ستكون شكل الحياة على المريخ ؟؟
Unknown
on
1:04 ص
ليست هناك تعليقات: